Powered By Blogger

الجمعة، 6 فبراير 2015

یتناسون جرائم جلبت الخراب والموت

یتناسون جرائم جلبت الخراب والموت
صحيفة هارتس الإسرائيلية / اسحق لیئور .

معرکة الطین الحالیة تجری فی جبهة الانتخابات لدینا، یحرکها الشوق للتخلص من نتنیاهو مع الشعور بالخوف من أن احتمالات ذلک صغیرة جداً، إلى درجة أنه بدلا من خوض حملة انتخابیة على مضامین حقیقیة – وفی هذا المجال یوجد ما نختلف فیه مع الیمین – یخوضون حرباً قذرة حول مواضیع من دون شک مؤلمة، (فمن منا لا یرغب فی احتساء النبیذ الفاخر کما یحتسون هناک، إذا صحت أرقام المبالغ المنفقة؟).
على ایة حال، فإن رذاذ الکلام الخارج من أفواههم یعکس ما یسمح به المجتمع السیاسی لنفسه، فیما إذا کان الکلام یدور عن أعضاء الکنیست حالیین، أو أمراء السیاسة من الجیل الثالث (یتسحاک هرتسوغ)، او کان یدور عن صحفیین کبار، ممن یتلقون اجوراً ضخمة من قنوات تتلقى الدعم الحکومی – هذا الرذاذ هو جزء من النفاق المستشری.
دعونا من النفاق، فهو جزء من اللعبة السیاسیة، والتی تحتوی على الکثیر من القذارة باسم الأخلاق. من یتذکر الانتخابات الاخیرة للرئاسة، یتذکر بالتأکید ما یملکه المجتمع السیاسی من ادوات لخوض حرب تحقیر على مستوى فیسبوکی. خطیرة هی الطهارة المتعلقة بقضیة الزجاجات. نتنیاهو خرج للتو من الحرب على غزة، یکفی أن نشاهد الصور القادمة من هناک، البیوت المهدمة، عشرات آلاف الغزاویین یعیشون فی هذا الشتاء بلا بیوت. وکل ما نتحدث به عن أخلاقیاته یتلخص فی بیته فی قیساریا.
الاغلبیة العظمى من المواطنین والمحللین دعموا هذه الاعمال المرعبة عندما حدثت. والآن ترى بعضهم مصدومین من قضیة الزجاجات کثیراً. نتنیاهو یعمل نهائیا على دفن حلم الدولة العبریة بسیاسات الرفض الخاصة به. وکل ما نعارضه به یتلخص فی موازنة النبیذ؟ من أین تصدر أخلاقیات البرجوازیة الصغیرة هذه، إذا لم تکن من ضرورة أن تکون (منطقیا) وتؤید القذارة الاخلاقیة الحقیقیة للقتل الیومی وتصفیة الحیاة القومیة لشعب محتل وبمصاحبة المقولة (هم یریدون إبادتنا)؟ وما الذی یذکرونه عن إیهود أولمرت؟ هل یذکرون الحربین المجنونتین اللتین أدارهما، وتسبب فی جلب الموت عندنا وجلب الموت الجماعی فی لبنان وغزة؟ کلا. سیذکرون تذاکر الطائرات لسفراته لا غیر.
هذا هو ملخص الثقافة المتطهرة. إنها تحب الاخلاق على طریقة الدیودورانت. تستعین بأجورنا المتدنیة، بتقاعداتنا البائسة لإشاعة النمائم، ومن خلالها یتم تبییض الجرائم الکبرى، الجرائم التی تتسع معها حالة القبول الجماهیریة. فالطریق الفضلى کی تکون منطقیاً تتم بنسیان أین وقفت عندما تدفق الدم، بل فی التفتیش فی الزجاجات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق