Powered By Blogger

السبت، 21 فبراير 2015

الصحافة العبرية : الهجوم على المفاعل النووی العراقی

 الهجوم على المفاعل النووی العراقی
إسرائيل اليوم :  عومر دستری
الترجمة لصحيفة الوفاق الإيرانية
إن محاولات عرض التهدید الإیرانی کنوع من الحملة الانتخابیة، تتواصل. أکثر من مرة صرح رجال أمن سابقون، یریدون البقاء على المسرح، بأن التهدید الإیرانی مبالغ فیه ویتم استخدامه لاهداف سیاسیة. الآن تحاول اوساط مختلفة فی وسائل الإعلام اعادة کتابة التاریخ والتقلیل ایضا من التهدید الذی کان یواجهنا من عراق صدام حسین. وعرض الوضع الجیوسیاسی الذی ساد فی عهد حکم البعث کوضع أفضل لإسرائیل من الوضع القائم حالیا. من اجل القیام بذلک تحاول تلک الاوساط أن تشرح بطریقة غیر مباشرة أن التدخل فی إیران سیکون خطأ مکرراً، ویبدو أنه سیسیء إلى وضعنا الامنی.
هذه الادعاءات والاشارة إلى أن التدخل فی إیران سیسیء ولا یفید، تتهاوى أمام الوقائع والتاریخ. منذ البدایة سعى نظام البعث للحصول على سلاح الابادة الجماعیة، وخصوصا القدرة النوویة.
لقد صرح صدام حسین فی السبعینات أنه طالما یوجد لإسرائیل سلاح نووی فان العراق لا یستطیع مهاجمتها بحریة، وبهذا ینوی استخدام هذا السلاح کمظلة نوویة تمکنه من «اغراق العدو فی أنهار من الدماء».
المحاولة الاولى لصدام للحصول على هذه القدرة فشلت فی 1981 بعد أن فجرت إسرائیل المفاعل النووی فی اوزراک، وبسبب عملیات اخرى کثیرة ضد البرنامج التی صعبت على العراق الوصول إلى هدفه. وفی الاشهر التالیة للهجوم جدد العراق اتصالاته مع فرنسا لشراء مفاعل آخر ولکن تقییدات التجارة الکثیرة التی فرضت على العراق خلال الحرب مع إیران صعبت علیه ذلک.
عندما واجه صعوبة فی تجنید دعم من الدول الغربیة، قرر صدام تطویر برنامج سری ومستقل لتخصیب الیورانیوم، لکن البرنامج الجدید ـ الذی اقتضى توزیعه على عدة منشآت تحت الارض ـ احتاج إلى میزانیة أکثر بـ 5 اضعاف من برنامج مفاعل اوزراک. منذ 1981 حتى 1987 ترکزت جهود العراق فی مجال البحث والتطویر، وبین 1987 ـ 1990 اشتغل العراقیون فی المرحلة العملیة على تطویر السلاح. هذا البرنامج تم وقفه فی اعقاب غزو قوات التحالف للکویت والعراق فی حرب الخلیج الاولى.
فی 1998 أعطى الرئیس بیل کلینتون أوامره لتنفیذ عملیة «ثعلب الصحراء» لقصف العراق بعد أن رفض قرار مجلس الامن تمکین مفتشین امریکیین للتأکد من أن العراق لا ینتج سلاح الابادة الجماعیة.
الهدف الرئیس للعملیة الامریکیة کان واضحا: تقلیص قدرة العراق على انتاج سلاح الابادة الجماعیة واستخدامه. هذه العملیة فتحت الطریق لحرب الخلیج الثانیة، لغزو القوات الامریکیة للعراق فی فترة ادارة بوش الابن، الامر الذی ادى إلى سقوط نظام صدام حسین. إن الادعاءات بأن العراق الیوم اکثر خطراً، وأن تنظیم الدولة الإسلامیة تطور مباشرة بسبب الغزو الامریکی للعراق، هی ادعاءات مغلوطة.
لا یوجد للعراق رغبة أو امکانیة لانتاج السلاح النووی وخصوصاً سلاح الابادة الجماعیة.
لهذا هو لا یشکل تهدیداً على إسرائیل. هذا الانجاز یمکن إسرائیل من توفیر مواردها الامنیة وأن تخصصها لمناطق اکثر اشتعالاً.
ثانیا، تنظیم الدولة الإسلامیة هو نتاج لعناصر کثیرة، ولیس نتاجاً مباشراً للتدخل الامریکی. یمکن أن هذا التنظیم لم یکن سیخلق ایضا بعد الاحتلال، لو أن الولایات المتحدة کانت اکثر حکمة. من المعقول الافتراض بأن بقاء القوات الامریکیة فی العراق لفترة اخرى وتأهیل افضل للادارة المرکزیة العراقیة، بدلا من الانسحاب المبکر وترک المنطقة، کان من شأنها أن توقف محاولة انشاء هذا التنظیم منذ البدایة.
ایضا الفرض الامریکی الغربی بشأن اشراک اوساط مدنیة فی السلطة المرکزیة العراقیة بحیث تمثل اکثر سکان العراق، کان بامکانه منع التوتر الطائفی الذی نشأ بین السلطة المرکزیة الشیعیة برعایة إیران وبین السنة الذین تم قمعهم بقسوة بعد سقوط صدام ـ الأمر الذی ساعد على خلق هذا التنظیم. إن الدعوة من جانب اوساط إسرائیلیة، فی حینه، للتدخل بما یجری فی العراق وتجسید التدخل الامریکی، رفعت عن دولة إسرائیل تهدیداً مهماً وحقیقیاً. یجب العمل على مواجهة إیران بنفس الطریقة وأن نجبرها على التنازل عن مشروعها النووی بکل ثمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق