اعتبرت صحیفة لوسوار البلجیکیة ضمن افتتاحیتها أن الهجمات التی وقعت فی
العاصمة الدانمارکیة، بعد خمسة أسابیع على هجمات باریس، إنما تؤکد جدیة
التهدید الذی یواجه أوروبا، متسائلةً عما إن کان منفذ الهجوم قد استوحى
الفکرة من هجمات تنظیم «داعش» أو تصرف بإیعاز منه. غیر أنها شددت على ضرورة
ألا یؤدی الهجوم إلى التأثیر على قیم الأوروبیین، وأسلوب حیاتهم. بل على
العکس، إذ یتعین «على الأوروبیین، وأکثر من أی وقت مضى، أن یقاوموا الخوف،
والخلط بین المتطرفین، والمسلمین، ویرفضوا کراهیة الآخرین»، مضیفة أن
«أوروبا هی مجتمعات مفتوحة وحرة ودیمقراطیة.. فهذا هو نموذجنا، مثلما صقله
التاریخ. وهذه هی قیمنا، وعلینا أن نکون فخورین بها». الصحیفة قالت إن
المهمة التی تنتظر أوروبا کبیرة. وإذ شددت على أنه لابد من ضمان أمن
البلدان الأوروبیة، فقد أکدت أیضاً أهمیة الحرص على عدم المساس بالحریات.
کما شددت على ضرورة مواجهة «داعش» فی عقر داره، معتبرةً أنه لابد من فتح
نقاش عام حول ما إن کان ینبغی زیادة المجهود الحربی ضد التنظیم المتطرف
والقیام بتدخل بری. غیر أن الصحیفة أکدت أیضاً على ضرورة مضاعفة الجهود من
أجل إعادة إطلاق عملیة السلام بین الإسرائیلیین، والفلسطینیین، وذلک على
اعتبار أن العنف الذی یتعرض له الفلسطینیون هو سبب الکثیر من مشاعر
الکراهیة فی العالمین العربی والإسلامی. کما أنه لابد من إیلاء اهتمام أکبر
فی أوروبا للشبان المنحدرین من أصول مهاجرة، أولئک «الشبان التائهین بین
ثقافتین، المفتقرین للبوصلة وللأمل»، ومکافحة الإقصاء والتهمیش اللذین
تعانیهما فئة کبیرة منهم، والحرص على إدماجهم فی المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق