Powered By Blogger

الأربعاء، 25 فبراير 2015

الصحافة العبرية : البرد لا یکسر المعنویات الفلسطینیة

البرد لا یکسر المعنویات الفلسطینیة
صحيفة هآرتس - جدعون لیفی  والیکس لیبک
الترجمة للوفاق الإيرانية
هل القیت حجارة على الشارع؟ «لیس صحیحاً»، هل کان وجهک ملثماً؟ «کذب»، هل رمیت السکین على الارض؟ «کذب». وبعد برهة: «ربما ظنوا أن قلمی سکین، وأن دفتری حجر». هل حاولت الهرب من الشرطة؟ «لم اخف ولم أهرب.»
ملاک الخطیب، المعتقلة ابنة ال 14 سنة والتی کتب عنها هنا فی الاسبوع الماضی، صغرى المعتقلات الفلسطینیات، عادت إلى بیتها. بعد ان حکمت بالسجن لشهرین بتهمة القاء الحجارة وحیازة سکین، وقد اطلق سراح طالبة الصف التاسع یوم الجمعة بعد ان تم تخفیض فترة الحکم لأسبوعین، تم استبدالهما بغرامة 6000 شیکل دفعهما والدها. وکان والدها علی یوسف الخطیب قد نذر بأن یحلق لحیته عندما یطلق سراحها، التقیناه هذا الاسبوع حلیق الذقن، فی ذات الشرفة المغلقة فی بیته حیث قابلناه قبل اسبوع. کانت ملاک جالسة بجواره. العصفور الذی رأینا فی زیارتنا الاولى وحیداً فی القفص المعلق على الجدار انضم الیه عصفور آخر، وکلا العصفوران صدحا بالغناء.
بدت ملاک اکثر جمالاً من صورتها التی ظهرت فی المنشورات الداعیة لاطلاق سراحها على جدار بیتها. استبدلت بمنشورات التهنئة بمناسبة عودتها. البیت یکتظ بالضیوف. اثناء وجودنا جاءت کافة طالبات صفها سویاً مع معلمتهن. أظهرت ملاک شوقاً کی تکون معهن اکثر من رغبتها فی البقاء معنا.
غمازة لطیفة، بعض علامات البلوغ الصغیرة وابتسامة ساحرة علت على شفتیها بین الفینة والاخرى، ظهرت وکأنها طفلة ممتلئة ثقة بالذات، طلبت من ابیها ان یکف عن التدخین بجوارها، کانت بعیدة عما وصفها به القاضی العسکری المقدم رونین عصمون قاضی محکمة الاستئناف العسکریة، والذی کتب عنها باعتباره خبیر فی نمو الاطفال وجیل البلوغ: «مجمل الظروف التی وصفتها أعلاه تنتج صورة عن فتاة صغیرة ولکنها مستقلة، إلى درجة اتخاذ القرارات. لا تخضع لاوامر من هم اکبر منها سناً ـ لا لوالدیها، لا لمدیرة مدرستها ولیس لمحامیها. سلوکها أثناء التحقیق وفی المحکمة أشار إلى ثقة فی النفس مبالغ بها وعلى اصرار وعدوانیة.»
ثقة مبالغ بها فی النفس؟ ما الذی یجعل الثقة بالنفس لابنة 14 معتقلة داخل السجن مبالغ بها، الأنها ما انهارت وما تذللت امام المحققین والقضاة؟ وقد وردت اقوال القاضی عتصمون اضافة إلى مقتبسات عدیدة نشرتها النیابة العسکریة نهایة الاسبوع الماضی على صفحة النیابة العسکریة الاکترونیة. تحت عنوان «المعالجة القضائیة لملاک الخطیب» حاولت النیابة العسکریة الاجابة مطولا على الادعاءات التی خرجت فی البلاد والعالم ضد المنظومة القضائیة العسکریة المتعلقة بظروف اعتقال ومحاکمة ملاک الخطیب ابنة ال 14 عاما.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق