Powered By Blogger

الأربعاء، 18 فبراير 2015

من الصحافة العبرية : ممنوع تغطیة المظاهرات

ممنوع تغطیة المظاهرات
صحيفة هآرتس الاسرائيلية / الترجمة لصحيفة الوفاق الإيرانية :
فی السنوات الأخیرة ارتفع عدد الاعتداءات الجسدیة على مراسلی ومصوری الاخبار فی الضفة من قبل الجیش بهدف قمع المظاهرات الشعبیة ضد المستوطنات. ولکنهم یعانون من صعوبة الفهم ولا یفهمون الرسالة.
طلقة حیة اصابت ساق الصحافی بشار صالح فی 5 کانون أول 2014 فی کفر قدوم الیسوا هدافین ممتازین؟ الیسوا جنودا ممتازین یؤدون عملهم بإخلاص؟ الیسوا مفخرة لکل أم، اب وقائد؟
لم یعرِّض صلاح حیاتهم للخطر، مدججین بالسلاح ومحمیین حتى قمة الرأس، لم یکن هناک ادنى احتمال لصحة ادعائهم بأنهم فعلوا ذلک دفاعا عن النفس (لو أن احدا فی الجیش اتعب نفسه کی یبحث ذلک معهم) ـ ادعاءهم سبق وان تم تداوله عبر الجواب الذی قدمه المتحدث باسم الجیش لصحیفة «هآرتس» (المقالة 13 آذا.)
اصابة صالح لم تتحول إلى عنوان فی وسائل الإعلام الإسرائیلیة، ولهذا السبب اعود للکتابة عنها. ونظرا لقلة اهتمام الجمهور فلن تتخذ ایة اجراءات قانونیة وجادة علنیة، تثبت بأن الضباط لا یشجعون الجنود على إطلاق النار على المصورین الفلسطینیین.
ولان إصابة مصوری الصحف الفلسطینیة بأیدی الجنود الإسرائیلیین لا تهمنا، لذلک لم تعد تطرح الأسئلة لماذا على الجندی الإسرائیلی ان یطلق النارعلى صحافی فلسطینی، والذی غطى المظاهرة الشعبیة فی کفر قدوم؟ لقد هرب کسائر المتظاهرین من سیارة ضخ الماء النتن، الاختراع الاخر للابداع القتالی الإسرائیلی، واتخذ له مرکزا بعیدا نحو 80-100 متر عن جندیین فی وضعیة القنص وثلاثة من حرس الحدود کانوا واقفین.
لو أن إصابة صلاح کانت حالة منفردة، لاسترحنا، ولکن کما لاحظ الصحافیون الفلسطینیون، ففی السنوات الاخیرة یوجد تزاید مستمر فی العنف الإسرائیلی الموجه نحوهم. «مدى»، المرکز الفلسطینی للحوار وحریة الصحافة یوثق شهریا الاصابات الحادثة للصحافیین من قبل السلطة الوطنیة ومن قبل السلطات الإسرائیلیة. وهو یصنف الاصابات التی یسمیها خروقات ضد حریة الصحافة ـ لعدد من التصنیفات: اعتداءات جسدیة، (الضرب واحیانا اطلاق النار)، تأخیرات واعتقالات (على سبیل المثال، لکتاب الاوضاع فی الفیسبوک)، المنع من التغطیة، اقتحام مکان العمل او البیت، مصادرة المواد، سد الطریق، التهدید، التحقیق ومنع السفر.
توثیق الاعتداءات الفلسطینیة على الصحافیین الفلسطینیین مثیر، أنا واثقة بأن مقالة حول هذا الموضوع سوف تثیر اهتمام القراء الإسرائیلیین، ممن لا تثیرهم الاعتداءات الإسرائیلیة على الصحافة الفلسطینیة. لذلک اعود مرة اخرى للکتابة عن الاعتداءات الإسرائیلیة.
فی التقریر النصف سنوی لعام 2014 احصى «مدى» 132حالة اعتداء إسرائیلی على حریة الصحافة فی الضفة الغربیة (بما فیها القدس الشرقیة). فی الشهور الستة الاولى عام 2013 احصت الجمعیة 78 اعتداءً إسرائیلیاً فی حریة العمل وحریة التعبیر للصحافیین الفلسطینیین.
وفی ذات الفترة عام 2012 احصى 67 اعتداءً وفی 2011 تم تسجیل 44 اصابة. نلاحظ تزاید واضح.
فی کل سنة تشکل الاعتداءات الجسدیة المباشرة على ید الجنود والشرطة کنصف کافة الإعتداءات: 44 فی النصف الاول من عام 2011، 31 فی نفس الفترة عام 2012، 43 فی النصف الاول من 2013، و64 فی الفترة المقابلة عام 2014 (اجمال النصف الثانی من عام 2014 ما زال قید الاعداد.
لقد جمعت النتائج الشهریة الصادرة عن (مدى) من حزیران حتى نهایة ایلول، ووصلت إلى 115 اعتداءً إسرائیلیاً مختلف على الصحافیین الفلسطینیین فی الضفة الغربیة.
لماذا یعتدی الجندی الإسرائیلی على حریة العمل للصحافیین الفلسطینیین؟ الإجابة فی غایة البساطة، وظیفة الجیش هی الحفاظ على حریة المستوطنین فی الازدهار، لذلک مهمته تتمثل فی قمع المظاهرات الشعبیة الفلسطینیة المناهضة للمستوطنات. وظیفة الجیش هی التخویف وردع من یغطون المظاهرات. لماذا یتزاید عدد الاعتداءات الجسدیة؟ لأن الصحافیین الفلسطینیین یعانون من صعوبة الفهم، فهم لم یستوعبوا الرسالة انهم ممنوع علیهم تغطیة المظاهرات الممنوعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق