Powered By Blogger

السبت، 7 فبراير 2015

شهر على تشارلي إيبدو !

مرور شهر على حادثة "تشارلي إيبدو" و الصحافة لا تزال تنزف
مجلة رودانا الشبابية :
لم تكن كركبت مكاتب المحررين في الصحيفة الساخرة آخر ما يلاحظ هناك ، و لم يكن الدم المسفوح على الورق الأبيض و أقلام الحبر و الرصاص هو اللون الأخير المستقر هناك ، بل تم ترتيب المكتب و تم مضاعفة نسخ الطبع ، و تلطخت أوراق المكاتب بألوان الطباعة الجديدة لتزدان بها الصحيفة ، فالمجلة التي كانت على وشك الإغلاق و تقليل النسخ ، إشتهرت و ضاعفت النسخ و لم تكن هي وحدها "تشارلي إيبدو" بل كل صحيفة و جريدة و صحفي و إعلامي حر مستقل مهني كان "تشارلي إيبدو" كما كتبوا و قالوا JE SUIS CHARLIE ، أي أنا تشارلي !
و كانت رسالة واضحة للمنتقمين أنهم لو أرادوا القضاء على تشارلي فلابد من القضاء على كل صحفي و إعلامي أو كل صحيفة أو جريدة حرة مستقلة مهنية حول العالم و من ثم يستطيعوا أن ينتقموا كما يزعمون ! 
من جهة أخرى و على الرغم من دعمنا لحرية الإعلام إلا أننا ندعو المجلة نفسها الى إلتزام معايير الحرية و التعبير ، و ليس بالتعدي على معتقد الآخر ، كما قال البابا فرنسيس الأول : أن إزدراء معتقدات الآخرين ليس من ضمن حرية التعبير .
نعم فالحرية هي إمتلاك الشخص مساحة للتعبير عن ذاته و ملبسه و معتقده و تصرفاته ، كل هذا ضمن نطاقه الشخصي و تتوقف حريته عندما تبدأ حرية الآخر ، فليس له الحق في التعدي على حرية الآخر تحت منطلق حريته هو ! فكما حصل على مساحة واسعة لنفسه يحق للمقابل بأخذ المساحة نفسها و دون تداخل ، و حرية المعتقد هي كما الملبس أو المأكل كل حسب ما يراه مناسب فلا يجوز أن تتحدث بسوء و تثير إشمئزاز الآخر عندما يأكل هو و السبب أن الشخص الأول لا يحب تلك الأكلة و يريد من الثاني عدم تناولها ، فهل في هذا حرية ؟!
الخلاصة : إن الصحافة يجب أن تكون حرة مستقلة مهنية ، أن لا تدخل في حريات و معتقدات الآخرين ، و طريقة لباسهم و أكلاتهم و و و ... ، في المقابل لا يجوز بل لا يمكن تبرير فعل المنتقيمين تحت أي إطار ديني ، سياسي ، إجتماعي ، و إن ما قاموا به مرفوض تماما في أي ملة و دين ، و نحن في مجلة رودانا نستنكر هذا الفعل أشد إستنكار .

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق