الإتصال
الجنسي قبل الزواج
ضرورة أم ترف؟!
ابو
يوسف
يكادُ
لا يختلف إثنان على أن حاجة الجسم البشري بعد البلوغ في سن معينة الى الممارسة
الجنسية ، و هي حاجة بيولوجية محضة ، مثل الحاجة الى الماء و الهواء و الطعام ،
إلا أن إرتباط هذه الحاجة الأساسية بمشاكل جانبية أهمها الحمل و الولادة من دون
غطاء قانوني جعلها موضع إستهجان النُظم الوضعية من دينية و إجتماعية و كهنوتية و
قبلية تصل الى حد القتل و للإناث بالتحديد ، و هذا ما نراه يشيع في الآونة الأخيرة
من حوادث الإنتحار بين الفتيات على الأكثر لأن عليهن يقع العبء الأكبر ، و كما في
القرون السحيقة في القدم حيث كان الرجل يُلقح المرأة و يذهب الى حال سبيله فيكون
الأولاد من المرأة (مرحلة سيطرة الأمومة في التاريخ البشري ) ،كذلك الحال يعود الى
ما كان عليه فيصبح الحمل الناتج خارج
الزواج نتاجاً مُرعباً لا طاقة للفتاة أو أهلها بتحمله !!
إن
الموقف المتزمت من الممارسة الجنسية قبل الزواج يؤدي الى الكثير من الخراب
الجسماني و النفسي و الإجتماعي للشباب ،لأن إنحباس هذه الطاقة الهائلة التي وضعتها
الطبيعة في ابنائها من أجل الديمومة و الخصب و النماء حتى وصلت الى درجة التقديس
عند كل الشعوب القديمة تقريباً ، هذا الإنحباس له عواقبه و إنعكاساته على مجمل
النشاط الإجتماعي و الإقتصادي ، و يضرر
ضرراً هائلاً بعملية التقدم ككل. لقد غضت معظم المجتمعات الحديثة النظر عن
الممارسة الجنسية قبل الزواج ، و لم يعد للحاجز الطبيعي (غشاء البكارة ) من قيمة
تُذكر عندهم ، فظهرت أجيال من الشباب الأصحاء بدنياً و فكرياً و تفجرت منهم العلوم
و أنفتحت ذهنياتهم على المخترعات فغزوا العالم بمنتجاتهم ، بينما ظلت الشعوب التي
تُمارس التحريم في تخلف و هو أن تحولت الى شعوب إستهلاكية تعيش على المعونات و
تبرعات الإنقاذ كلما تعرضت لطارئ من عوادي الزمان .
إن
بعض المعالجات للوضع القائم مثل الزواج المُبكر لم تلقَ آذاناً صاغياً و لا دخلت
حيز التنفيذ العملي لما لعملية الزواج من كلفة لا يقوى على إيفائها الشبان في
مُقتبل العمر ، إن هذا الوضع دفع بمُفكر إسلامي مُستنير مثل جمال البنا الذي توفي
حديثاً «رحمه الله» الى إباحة القُبلة بين غير المتزوجين و هذا منفذ من منافذ
التنفيس عن المكبوت الذي دام قروناً طويلة . إن في رفع الحواجز تدريجياً في
مجتمعاتنا المحافظة و تسهيل اللقاء بين الشباب من الجنسين و رعاية التسلية البريئة
،يهدم حواجز الخوف من إلتقاء الجنسين و حتى إختلائهما ،لأن المنع يبقى الأخطر على صحة الإنسان ،و نحن
نعيش في عصر أصبح التشخيص فيه ليس عيباً ،كما كنا نخفي أمراضنا في سالف العصر و
الأوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق