Powered By Blogger

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

جسمي

بقلم : نادين البلعة / من مجلة Kif شباب اليوم .
عزيزي المراهق ،
إن الجسم هو وحدة متكاملة ، و أهم انواع المعرفة فائدة لك هو ما يتصل بجسمك و خصوصاً ما يتعلق بحركتك ، بالإضافة الى التغذية و الراحة ، و لكن للأسف نجد اليوم أن الحركة منعدمة عند الكبار و الصغار و ذلك على أثر التكنولوجيا و تطويع الإنسان لها لقضاء جميع حاجاته . فأصبحت حركتك محدودة بل شبه منعدمة بعد انتشار المواصلات السريعة و ألعاب الفيديو و غيرها من الوسائل الأخرى التي تجعلك ملازماً لمكانك فترة طويلة بدون حركة .
أصبحت بالتالي تعاني من الصداع أو الأرق أو القلق ،  و من الأمراض المتصلة بالمفاصل و الحركة أو تلك المتصلة بالأعصاب بل و قد يمتد الأمر الى الإصابة بأمراض القلب ، ناهيك عن الأمراض السلوكية و النفسية التي تسببها قلة الحركة .
ليس من الطبيعي أن تنصب كل إهتماماتك على النواحي النفسية و إهمال الناحية الجسدية ، فالمراهق ليس عقلاً فقط بل هو جسم مكون من أجزاء مختلفة تتطلب العناية .و بما أن الحركة هامة و أساسية في سن المراهقة ، يوصي الأطباء دائماً بزيادة الحركة للعودة بأجسامنا الى الصحة و القوة و النشاط . و الدعوة للحركة هنا هي دعوة لممارسة الرياضة أو النشاط الرياضي .
من أهم المبادئ في الرياضة ، شروط ينبغي مراعاتها عزيزي المراهق لممارستها بالشكل الصحيح و المفيد إذ يجب أيكون وضع الجسم سليماً في بداية و أثناء تأدية الحركات المختلفة ، و أن تكون حركات التمرين نفسها سليمة و متنوعة حتى يستفيد كل جزء من أجزاء الجسم المختلفة ، و عليك أن تؤدي التمارين حسب تدرج خاص بها ، حيث يتم البدء بالأسهل ثم الأصعب فالأصعب ، ثم الإنتهاء بالأسهل مرة أخرى. كما يراعى بالإختيار قُدرتك و سنّك .
إن الرياضة هي من الأساسيات في حياتك أيها المراهق ، فهي خير وسيلة لقضاء الوقت مع الأصدقاء بعيداً عن مشاحنات المنزل و الأسرة ، تبعدك عن مخاطر و إنحرافات كثيرة مرتبطة بسن المراهقة فتتعلم من خلالها إكتساب مهارات جديدة نافعة في حياتك . كما أنها بمثابة مادة للترويج عن النفس و تجديد الحيوية و علاج مجاني من الضغوط .
أما الحركة التي يمكنك أن تمارسها فهي على نوعين : حركة اللعبة الجماعية مع مجموعة من الأصدقاء ، حيث تركز على التعاون و النظام و الطاعة و إنكار الذات في سبيل المجموعة ككل .
و هناك حركة اللعبة الفردية التي تعطيك الشجاعة و الصبر و حسن التصرف و الإعتماد على النفس و الحكم الصحيح على الأمور و القدرة على تصحيح الخطأ من تلقاء النفس ، و بالتالي تقوى شخصيتك . و كلتاهما تؤثران في جسمك بدنياً و عقلياً و نفسياً . و ممارسة الرياضة في سن المراهقة لايقل فائدة عن التغذية ، و أماكن ممارستها لا تقل أهمية بالمثل عن المدرسة ، فالرياضة تعلمك السلوك الحسن و القويم مثل المدرسة .
إذاً للرياضة دور كبير في زرع الثقة بالنفس .. كما أن لها دوراً في تقوية البدن و القضاء على وقت الفراغ و تكوين علاقات جيدة مع الآخرين ، و دائماً ما ارتبطت الثقافة بالرياضة ، و هي المجال الذي توحدت فيه كافة دول العالم و شعوبها في ممارستها و التنافس الشريف فيها .. فلم لا نكتسبها وسيلةً تقوينا و تعود علينا بالمنفعة و الفائدة ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق