لقد عاش المطران حوالي 45 سنة ، ففي تلك السنين التي
عاشها أتحفنا بكتبه الرائعة و باللغات العديدة ، بسبب ثقافته الواسعة و حكمته
الكبيرة ، كما ترك لنا رسائل عديدة تشرح لنا ما كان يفعله نذكر منها رسالة كتبها
لأخيه القس بطرس شير مؤرخة في أيلول 1910م يقول فيها :"أخي العزيز القس بطرس شير
المحترم . السلام بالرب مع القبلة الأخوية . منذ مدة لم أكتب لك ، و سبب ذلك هو
أنني لم أكن في سعرت . بل كنت أتفقد الأبرشية التي فيها ثلاثة و ثلاثون قرية .
منها بعيدة المسافة من يوم واحد إلى أربعة أيام سيراً على الأقدام ، و منها أقرب. تسلقت الجبال العالية ، و كان فرح أهل القرى
عظيماً ، لأنهم كانوا لأول مرة يشاهدون أسقفاً يزورهم . قرى طيبة و لكن شقلاوة
أطيب منها . قضيت ثمان و ثلاثين يوماً في جولتي هذه".
و في رسالة ثانية مؤرخة في تموز 1911م يقول فيها :" إلى عزيز نفسي القس بطرس حنا
شير المحترم مع القبلة الأخوية . من زمن لم أكتب لك لأني مشغول جداً . أنا مضطر أن
أذهب يومياً للحضور في المجالس الحكومية بسبب قضاء أشغال أبناء الأبرشية الكلدانية
. و إضافة إلى ذلك متابعة احتياجات المهاجرين الأرمن و اليعاقبة ".
أمام مضمون هاتين الرسالتين نقف بإجلال و إكبار أمام
حيوية و نشاط هذا الحبر النبيل ، من خلال ما كان يبذله من جهود مضنية ، لتفقد
أحوال أبناء الأبرشية في القرى القابعة في الجبال العالية و البعيدة ، في زمنٍ كان
يفتقد إلى وسائل النقل المتوفرة اليوم . فكل الزيارات كانت تتم على ظهر الخيل إذا
كان الطريق سهلاً ، أو سيراً على الأقدام إذا كان الطريق وعراً. ناهيك عن المراجعات اليومية لدوائر الدولة
لمساعدة أبناء الأبرشية في سلطنة تفتقر إلى القانون ، و شعبٍ يعبث بحقوق المسيحيين
المسالمين . و لم تتوقف جهوده عند مساعدة أبناء أبرشيته فقط ، بل شملت المسيحيين
المظلومين و المعذبين من جميع الطوائف.
لا يسعنا القول الا المجد و الخلود لشهداء امتنا القومية و المسيحية .
لا يسعنا القول الا المجد و الخلود لشهداء امتنا القومية و المسيحية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق