التأثير الفقاعي للتحالف الدولي
الضربات الجوية دفاعية و لا تحدث فرقاً كبيراً في ساحات المعركة
منذ إعلان قيام التحالف الدولي بوجه رمز التطرف و الإرهاب الجديد "الدولة الإسلامية في العراق و بلاد الشام" ، و معظم الحكومات المشاركة تهلهل له و تزمر لقيامه ، و خصوصاً موقف النظام السوري الذي دق الطبول لحرب العالم على الإرهاب (من ضمن ذلك المعارضة المسلحة المعتدلة حسب وجهة نظره) ، و الذي وصف في صحفه ، أن التحالف في خندق واحد مع جيشه "العربي" السوري !
و توسل للإنضمام إليه و قوبل برفض قاطع بسبب علاقته الغير مباشر بتحصيل الأحداث الأخيرة ، أما عن العراق فرحب به رغم إعتراض شريحة كبيرة من الفصائل السياسية على نزول قوات برية لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" .
بدأ التحالف بطلعاته الجوية مسانداً قوات البيشمركه في شمال العراق ( محور مخمور ، سهل نينوى ، ربيعة و غيرها ) ، في كوباني السورية الحدودية التي قلبت الموازين و حسابات مرتزقة "الدولة الإسلامية" بصمود رجالاتها و نسائها ، قرب حزام بغداد و منطقة جرف الصخر و غيرها في محافظة الأنبار .
لكن في المقابل نجد عند إلقاء ذخائر و معدات على المقاتلين المناوئين لداعش ، وقوع الأسلحة أو بعضاً منها بيد "داعش" ، و تكررت المسألة 3 مرات ؟! هل يعقل أن يخطئ التحالف الدولي 3 مرات ؟! كما نجد أن هذا التحالف منح فرصة كبيرة للدواعش لإلتقاط الأنفاس ، وإعادة الإنتشار
والتحرك بحرية ، والتقدم في محاور كثيرة كان الدواعش قد إختفوا منها .
إن طول المعركة مع داعش من المتوقع منه إقامة مشروع "الفوضى الخلاقة" التي كانت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ما قبل السابقة ، و من الممكن جداً إن المشروع قد بدأ منذ أحداث آذار في العام 2011 في سوريا ، حيث بدأت الفورة السورية و إتجهت نحو حرب أهلية تكللت مؤخراً بتوجه طائفي بين حزب الله اللبناني و فصائل أبا الفضل العباس العراقية و الجيش النظامي و عناصر إيرانية من جهة و الجبهة النصرة و أحرار الشام و الفصائل الإسلامية الداخلية و الجهاديين من جهة أخرى ، و باتت المعارضة المسلحة المعتدلة طرف ثالث و لم يعد الجيش الحر حراً !
نعود الى تأثير التحالف الخفي السحري على "داعش و أخواتها" في المرحلة الحالية التي شهدت زيادة حركة و فاعلية التنظيم الإجرامي في ترتيب أوضاعه بشكل منظم أكثر ، كما إزداد عدد المتطوعين و الجهاديين كرد فعل على قيام التحالف الدولي "الصهيو - صليبي" بحسب تسمية الدواعش ؛ و يبقى لنا التساؤل عن مدى جدية التحالف للتخلص من "داعش" بأقرب فرصة ، و تجفيف مصادر التمويل المعروفة المصدر ، و عن ماهية مساعدتهم الحقيقية لا الشفافة الفقاعية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق